الاثنين، 2 يونيو 2008

فقيرة في بلاد النفط

ان ترى الفقراء في الصومال او في ارتيريا وفي ادغال افريقيا لن يصيبك العجب ولن تستغرب حدوث ذلك فمايذكر الفقر والفقراء حتى يسافر فكرك الى هناك تستعرض تلك المشاهد المؤلمه فترى اقسى انواع الجوع والخوف في تلك الاجساد النحيله التي التصق فيها اللحم بالعظم . وهي جالسة على تلك الرمال الحارة تحت اشعة الشمس الحارقه فلم تعد تشعر تلك الاجساد النحيله بحرارة الشمس فحرارة الجوع والعطش قد انستها انها تنام على رمال حارقه .

اليوم وانا اسير بسيارتي متجها الى عملي وقد وقفت عند الاشارة وكانت الشمس حارقه والجو حار فدرجات الحراره مرتفعه , التفت على يساري فشاهدت منظرا ارقني احسست في حينها بحرقه اشتعلت بداخلي هذا المنظر بدأت عيناي تعتاد عليه بين الفترة والاخرى اريد تكذيبها واحاول ان ازجرها بين الحين والاخر بأنها قد اصيبت بالغشاوة او نامت قليلا ورأت في المنام هذا المنظر ولكن قد كنت اظلمها سامحني الله فهي تثبت وتقسم لي ان مااراه واقعا وصحيحا وليس من باب الاحلام المزعجه .

فماذا قد رأيت ؟؟ ... طفله عمرها لايتجاوز الثلاث سنين جالسه في حرارة الشمس على ( الرصيف الترابي ) , واضعة رأسها بين رجليها الصغيرتين ضامة ركبتيها الى صدرها , شعرها عليه علامات البؤس والفقر في عينيها الف سؤال , لم تجد له اجابه , امها تدور بين السيارات تطلب المساعده فمن الناس من سيعطيها الريال والريالين ومنهم من يغمض عينيه او يلتفت الى الجانب الاخر ويتجاهلها ..

تساءلت حينها لماذا تنزل هذه المرأة هي وابنتها الى الشارع وتتحمل لهيب الشمس واقفه بين السيارات تدور لعل من يرحمها ويتصدق عليها بالريال والريالين , سوف يقول الاغنياء الذين لم يشعروا بألم الجوع هذه تشوه صورة البلد , ويكيلون لها التهم ويطالبون بمعاقبتها وتطبيق الانظمه الصارمه عليها وعلى الصغيره ذات الثلاث سنين وتناسوا بل تجاهلوا عمدا الاسباب التي جعلت هذه المرأه تقف بين الناس في حرارة الشمس تطلب الريال والريالين ...

تساءلت اين الجهات المختصه اين رجال الاعمال اين داعمين الانديه الرياضيه اصحاب الملايين , اين اصحاب الارصده والارقام , اين المجتمع فهل لم يعد يستطيع اكرام هذه المرأه ويأتيها رزقها وهي في بيتها عزيزه فهي تعيش في بلد البترول والخيرات ..

ليست هناك تعليقات: