في حرم الجامعه ..

في احدى جامعاتنا العريقه والمجيدة قام احد اعضاء هيئة التدريس فيها بنشر اسماء الناجحين في احدى ممرات الحرم الجامعي وهذا ليس بالشيء الغريب وانما الغريب في الامر عندما جاء الطلاب يتزاحمون يريد كل واحد منهم معرفة هل هو من الناجحين ام من الراسبين فبعد ان وضع احدهم اصبعه على ورقة اسماء الناجحين بحث عن اسمه فلم يجده بالرغم انه حسب توقعه انه ناجح وبتقدير عالي ولكن ماوجده هو العكس من ان اسمه لم يكن ضمن الناجحين , ولكن المثير في الموضوع انه عندما كان يبحث عن اسمه قد مر بإسم احد زملائه فأثار استنكار اخينا ان صاحبه الذي اسمه معلق من ضمن اسماء الناجحين انه متوفي في حادث مروري من اربعة اشهر ولم يدخل الاختبارات مع انه ناجح بتقدير ممتاز . مما اتضح ان عضو هيئة التدريس الدكتور مع الاسف الذي يحمل هذا اللقب لم يصحح الاوراق واستخدم حدسه الفاشل في انجاح الطلاب وترسيبهم .
وفي احدى كليات التربية للبنات تخبرني زوجتي انه قام الدكتور باعطاء الطالبات درجاتهم في الاختبار الدوري فكل طالبة درجتها امام اسمها وتمرر الورقة على الطالبة الاخرى فعندما جاءت الورقة لاحدى الطالبات رأت اسم احدى زميلاتها التي تعرفها جيدا انها مؤجله ولم تدخل الاختبار فتفاجأت انها حصلت على درجة اعلى منها فصاحت الطالبه لاشعوريا وقالت يادكتور هذي كيف ماخذه درجه وهي اصلا مؤجله , فماكان من الدكتور الا ان ارتبك وقال اصله هي لو كانت موجوده كان اتوقع بتحصل على الدرجه ده .

قصص كثيرة تحدث داخل الحرم الجامعي من الاستهتار واللامسؤليه تبدد احلام الطلاب والطالبات تحرق شعلة الجد والاجتهاد وايام السهر والتعب ليأتي مدرس الماده بكل بساطه يرسب او ينجح بحسب رأيه واستهتاره , ولم نسمع في يوم من الايام معاقبة عضو هيئة تدريس ارتكب خطأ او تهاون او استهتر بمسؤليته , ولماذا هذه الحصانه المفرطه واشتراط مبالغ لفتح اوراق الاجابه وتعقيد الامور عندما يريد الطالب او الطالبه معرفة درجته الحقيقية واجاباته التي يثق فيها .
ان تطبيق الحزم مع المتهاونين هو المخرج لنا من هذه التصرفات الرعناء التي كثرت في الاونة الاخيرة والعقاب هو الرادع الوحيد لكل من تسول له نفسه بظلم من استرعاه الله عليه ولاسيما في التعليم العالي لدينا ولو كان ذلك يصل الى الفصل من الجامعه .