السبت، 7 يونيو 2008

محمودعباس ومحاولة النجاة

في اخر المستجدات على الساحة الفلسطينية دعى الرئيس الفلسطيني الى حوار فوري مع حماس , وقد كانت الاخيرة ردت بالفور على قبول الدعوه والترحيب بها . ولكن السؤال المهم مالذي دعى عباس في هذا الوقت بالدعوه الى الحوار الفلسطيني بالرغم من تشدده في مواقفه السابقه مع حركة حماس واشتراطه ان تعود حماس عن انقلابها على حد تعبيره ؟

ان المتابع لتطورات القضية الفلسطينيه يرى ان محمود عباس قد فشل سياسيا خارجيا وداخليا فمع اللقاءات والمفاوضات التي يجريها مع اولمرت لم ينتج عن ذلك شيء يذكر ولو على الاقل وقف بناء المستوطنات الاسرائيليه او اضعف الايمان تأجيلها فقد كانت اسرائيل تفاوض عباس وفي نفس الوقت تضرب غزة وتقطع عنها الغذاء والكهرباء حتى الدواء . وقد كان عباس ومستشاروه يراهنون على تلك المفاوضات , فيما كان عباس لايكلف نفسه بالجلوس مع حركة حماس والتي هي جزأ لايتجزأ من اي عملية سياسية يتخذها الفلسطينيون فحماس لها ثقلها الداخلي والمؤثر بل ان ماتملكه حماس من العتاد والرجال يفوق ماتملكة السلطة الفلسطينيه, وقبل ذلك الرصيد الشعبي الذي تتمتع به الحركة والدليل على ذلك فوزها في الانتخابات الاخيره على حركة فتح , فمن الضروري ان يضع اي رئيس فلسطيني في الاعتبار حركة حماس وان لايتجاهلها فالحركة يوما بعد يوم تزداد قوة وتأثيرا داخليا وخارجيا , ولم تقتصر الحركة على الدول العربيه فقط في علاقاتها بل اصبح هناك بعض الدول الاوربيه ترى اهمية حماس في اي مفاوضات سلام او تهدئه ولو كانت تلك المواقف تخرج على استحياء .
وهنا اعتقد ان اعلان الرئيس الفلسطيني للدعوة الى الحوار مع حماس جاء نتيجة لفشل تلك المفاوضات التي لم تخرج بنتيجة غير الصور والابتسامات العريضه مع الكيان الصهيوني وقرب سقوط اولمرت بعد فضيحة الفساد التي ستطيح به وهو مايراه عباس من ان رحيل اولمرت يعني بالنسبة له توقف للمفاوضات وعدم تحقيق السلام مع غيره بالرغم من ان اولمرت لم يقدم مايبعث على الامل في السلام .

وهناك ايضا جانب اخر وهو قرب رحيل الرئيس الامريكي جورج بوش لانتهاء فترة رئاسته والذي قد كان يبشر بحلم الدولتين منذ توليه الرئاسه قبل ثمان سنوات ولكن لم يختلف عن سابقيه من الرؤساء الامريكين ان يخرج من فترته الرئاسيه وهو لم يحقق شيء سوى دعمه الاعمى للكيان الصهيوني .

وهنا نقول ليس هناك جديد من ناحية المواقف الاسرائيليه والامريكيه الثابته والتي تقوم على اضطهاد الفلسطينين وتشريدهم والمحافظة على الكيان الصهيوني وعاصمته القدس الشريف . ولكن بعدما شعر محمود عباس بالافلاس من المفاوضات والمؤتمرات هل سيعود الى الداخل الفلسطيني وتكون حماس هي طوق النجاة له ليحقق الوحده الفلسطينيه وهل لديه الارادة القوية للتعاون مع حماس تحت حكومة وحده وطنيه هذا ماستكشفه لنا الايام القادمة ..

ليست هناك تعليقات: