الأربعاء، 11 يونيو 2008

الحجاب والعلمانيه ..

تتناقل الصحف والمواقع الالكترونيه في هذه الايام قضية الحجاب في دولتين ليست اوربية ولا امريكية بل دولتين اسلاميتين , احداهما هي تركيا عاصمة الخلافة العثمانيه قبل عدة عقود قريبه فالمعركة فيها قائمة بين الجيش والمحكمة الدستوريه التي نصبت من نفسها حارسا للدفاع عن العلمانية في تركيا والطرف الاخر هو المسلمات اللاتي يردن ممارسة ابسط حقوقهن وهو ارتداء قطعة صغيره من القماش يسترن فيها رؤسهن تعبدا لله تعالى وامتثالا لامره , وقضية الحجاب في تركيا قضيه قديمه ابتدأت منذ سقوط الخلافة العثمانيه وظهور مؤسس العلمانية في تركيا مصطفى كمال اتاتورك ونزعه للحجاب من على رؤوس النساء المسلمات وحرمانهن من الدخول للمدراس والجامعات وهن يرتدين الحجاب .
وفي الاونة الاخيره وبعد فوز حزب العدالة والتنمية والذي يحمل توجهات اسلاميه وسيطرته على البرلمان والحكومه فقد اقرت مسودة للدستور التركي المزمع تطبيقه في هذا العام حيث قد وردت عبارة ( حرية الملابس للمرأة بالتعليم والجامعات ) في الدستور الجديد فقد اثارة هذه العبارة حفيظة التيارات العلمانيه ورأت ان في هذه العبارة خطرا على العلمانية في تركيا , ومحاولة المحكمة للتدخل في كل ماتعتقد انه مخالف للعلمانيه في تركيا .

وهناك ليس بعيدا دولة اخرى عربيه وهي تونس في صراع مع المحجبات فهي في معركة شرسه معه تستخدم كل انواع العقاب لكي لاترى امرأة تمشي في الشارع ساترة لرأسها لان ذلك حسب اعتقاد ( زين العابدين بن علي ) ومعاونيه يشكل تخلفا لدولة تونس العظمى التي سيصيبها الحجاب بتراجع النمو في اقتصادها ويسبب لهم المشكلات , فقطعة القماش الصغيره التي تضعها التونسية على رأسها قد تحرمها من التعليم بل حتى لو جاءت الى المستشفى في حالة خطرة تستدعي الاسعاف السريع وكان على رأسها قطعة القماش فسوف لن تقبل في المستشفى ولن يتم اسعافها الا اذا قبلت بنزع الحجاب من على رأسها .

ليس هذا العجب ولكن الذي يستدعي المرء للعجب هو من يطالبون بالانفتاح وتقبل الرأي الاخر والحرية الشخصيه في الملبس والمعتقد واذا جاءوا الى الحجاب ذهبت كل الحريات وتقبل الاراء الاخراء وبدأوا بفرض الرأي الواحد خاصة عندما يتعلق ذلك بالدين والتدين لامر الله تعالى .
لكن بالرغم من كل القمع الذي يحدث ومنع المسلمات من الحجاب فنرى هناك تغيرا جذريا يحدث في جميع البلدان الاسلاميه واتجاه الشعوب الى الاسلام لاختياره منهجا وطريقا في الاصلاح والتطور فهناك مثال اسلامي رائع وهو ماليزيا فمع كل ماوصلت اليه من التقدم الا انها تمسكت بمبادئها الاسلاميه ولم يكن ذلك عائقا امامها , وسيأتي بإذن الله اليوم الذي نرى فيه المسلمات يلبسن الحجاب الطاهر العفيف على رؤسهن , وان المتابع ليرى العودة القوية للحجاب في اغلب الدول الاسلاميه مثل مصر وتركيا واندنوسيا والمغرب وتونس والجزائر .
فسينتصر بإذن الله الحق والله غالب على امره .

ليست هناك تعليقات: